عدت إليكم، بحكاية هي أغرب من الخيال، بطلتها فتاة اصابها غرورها بأمل جلل
وزوجة خانتها اعصابها،
في إحدى ايام العمل، دخلت السكرتيرة لتستأذنني: أستاذة،
في الخارج عميلة جديدة ، إنها هبه، كانت قد حجزت موعدا لمدة ساعة،
لكن والدتها وصديقتها تصر على الدخول قبلها،
فهل تسمحين بذلك، كل ما سَيرويانه يخص هبة......
قلت: إن كان يخص هبه فلا بأس اسمحي لهن بالدخول، .......
دخلتا، امرأة في الخمسين، وصديقة هبة في العشرين، .........سلمتا،
جلستا أمامي، بدأت أم هبة تحكي قصتها: (( ابنتي هبه التي كنت اراها ذكيه وشاطرة،
والكل يشهد بذلك، الجميلة وابنتنا المدللة، لم نرزق سوى بابنتين،
واحدة تكبرها بعشرة أعوام متزوجة ولديها أطفال، ثم رزقت بأولاد،
ثم بعد الأولاد، جاءت هبة، التي انتظرتها طويلا، فقد كنت أحب البنات،
وعندما أنجبتها اضطررت إلى اجراء عملية تحرمني الانجاب،
فحمدت الله الذي رزقني هبة، وسميتها هبة، لأنها تذكرني بهبة الله ومنته علي،
عاملت هبة معاملة خاصة، وجعلتها المدللة بين أشقائها،
ويعلم الله أني لم أقصر معهم في شيء، لكنها احتلت مكانة خاصة في قلبي،
ومرت الأعوام، وهبة تكبر،ودخلت الجامعة،
كنت أعلم أنها شقية بعض الشيء، وكنت أعلم أنها تعاكس الشباب عبر النقال،
لكني تجاهلت الأمر مرات عديدة، لأني لا أريدها أن تزعل،
وأقول في نفسي: كل بنات اليوم يفعلن ذلك.........!!!
حتى جاء ذلك اليوم، الذي تغيرت فيه حياة هبة إلى الأبد،
فقد تعرضت فلذة كبدي لحقد عظيم، من امرأة لم تتركها في حالها،
وحطمتها تحطيما تاما، لا لشيء إلا لأنها نظرت لزوجها في السوق، تخيلي..........!!!!
وبدأت الأم تبكي وتنتحب، ........
وتنظر إلي برجاء وتقول: أرجوك يا أستاذة، شوفي لنا حل، هبة بنت طيبة،
ولا تستحق ما حدث لها، لقد خسرت كل شيء، لسبب تافه، خسرت سمعتها،
وثقة والدها بها، ودراستها، بعد أن منعها والدها من الخروج، وخسرت أخوتها،
فلا أحد منهم يكلمها، .......... حتى ابن عمتها الذي كان يموت فيها،
وينتظر يوم خطبتها بفارغ الصبر، بات زاهدا بها، ويعايرنا ليل نهار، ويقول لنا اقتلوها..........!!!!!
فقلت متساءلة، وقد أخذتني الحيرة، ازدادت رغبتي في معرفة
حكايتها:
ماذا حدث بالضبط، .......... ؟؟
وهنا نظرت الأم الباكية إلى صديقة ابنتها وقالت لها:
أخبريها بالله عليك ما حدث، فأنا لا أستطيع أن أروي الفاجعة،
خبريها، كيف قتلتها تلك الحاقدة.........
لكن صديقة هبة قالت بتردد: خالتي إن كنت ترغبين في أن تشفى هبة،
علينا أن نروي الحقيقة، سأخبرها بتفاصيل قد لا تعجبك،
هلا انتظرت خارجا خالتي رجاء.......
وهنا طلبت من الأم أن تغادر إلى الإستراحة، لتريح أعصابها،
وتشرب العصير......وأوصلتها بنفسي إلى الباب،
ثم عدت للصديقة وكلي آذن صاغية: أخبريني، ماذا جرى لهبة.........
قالت الصديقة بعد أن جرت نفساعميقا: أنا وهبة صديقتين،
منذ الطفولة، تربطنا علاقة صداقة قوية، وكنا أيضا ندرس معا،
في ذات الفصل وعلى ذات الدرج، ........... وعندما بدأنا نتشاقا تشاقينا معا، ......
وقد بدأنا التشاقي مبكرا، كنا نخرج إلى الأسواق، متأنقات،
ونتحرش في الشباب من عمرنا، بالنظرات، فقط، .........
هكذا بدأنا، كنا نعود للبيت محملين بالأرقام والهدايا، وكانت تلك هي البداية،
شيئا فشيئا بدأنا في محادثة الأرقام التي نحصل عليها، لعدة أيام،
ثم نترك الشاب بمجرد أن يبدأ في طلب موعد للقاء، وهكذا مضت أيامنا الأولى،
ثم عندما دخلنا الجامعة، بات لدينها مزاج مختلف،
فقد مللنا التحرش بالشاب العازب أو الذي يسير بمفرده، أو مع اخواته،
بات الأمر عاديا، ولا يثير التحدي لدينا، فبدأت هبة في التحرش في الشباب المتزوجين،
وقد وجدتها تستمتع بالأمر، وقد جربت الأمر ووجدت فيه المتعة أيضا،
في البداية، فالرجل المتزوج عندما نعاكسه وزوجته قربه،
يرتبك، فيثير منظره الضحك، ثم يبدأ في التسلل من جوار زوجته ليلحق بنا،
ويرقمنا، كان الأمر أشبه باللعبة، التي تصارعين فيها الظروف،
وتستغفلين الحرس لتسرقي شيئا ما،
كذلك فالشاب بعد الزواج، عندما يعاكس، يفعل ذلك بحماقة،
حتى إن منظره يثير السخرية، .........
وكان هذا أكثر ما يضحكنا، تصرفاته المرتبكه وخوفه، وجبنه وهو يناظرنا بخوف،
وحذر امن زوجته، كل هذا يصبح بعد العودة إلى البيت مادة جيدة للفكاهة والتنكيت،
كنا نخبر زميلاتنا عن مغامراتنا وكن يحببن القصص،
وفي أحيان نصور عبر الموبايل صورا خاصة للزوج الذي يتلصص ويرقمنا، ..........!!!! وننشرها عبر البلوتوث،
ونكتب عليها عبارات مثل ( حمـــــــ...........ا.....ر للبيع) وغيرها من العبارات، .......!!!
ويصبح الزوج مثيرا للشفقة والضحك إن كان في الثلاثين أو الأربعين،
إذ يكون دقة قديمة، ويتصرف بطريقة ( تفشششششششل)،
كل هذا كان يحدث،
وتكمل صديقة هبه الحكاية: لكن الأمر الذي لم يكن يعجبني وينغص علي متعتي،
هي نظرات الزوجة المسكينة، التي غالبا تكتشف الأمر،
وتصبح مزعوجة، ويبدو الهم على وجهها،
هل تعلمين متى بت أكره تصرفاتنا،
عندما جاءت أختي ذات مرة زعلانة من زوجها وتطلب الطلاق،
لأنه ابتسم لفتاة في السوق، وصارت تبكي بحرقة،
وتقول بأن الموقف جرحها في الصميم، ومزق قلبها،
وهي التي أحبته من كل قلبها، وأخلصت له مشاعرها، ...........
ورفضت أختي العودة لزوجها، فتفاقم الأمر أكثر،
وتحولت المسألة إلى عراك في ساحات المحاكم،
وتطلقت أختي طلقة، ثم عادت على مضض، وكانت في كل مرة تزورنا،
تعيد ذكر الموقف، وقالت لي ذات مرة:
(( تلك التي لاحقت زوجي وابتسمت له، ذهبت في حال سبيلها،
لكنها لا تعلم أن ما فعلته،
دمر علاقتي بزوجي مدى الحياة وأنها بابتسامتها دمرت حياة زوجية كاملة،
وحطمت أسرة، وكادت أن تشتت أبنائي،
لأجل لحظة مغرورة، وبسبب طيشها وغرورها، وأنانيتها، ودناءتها،
أفسدت علاقتي بزوجي، فبعد ما حدث علاقتي بزوجي لم تعد أبدا كالسابق، ............!!!!!
زوج أختي رجل محترم،
ولا يعاكس، ويحبها بجنون،
لكن أي رجل عندما تضغط عليه فتاة في عمرنا، وتعاكسه هو بالتحديد،
لا يملك إلا أن يبتسم غالبا، ..........
لعلك تتساءلين وما علاقة أختي بهبة، .......... فقصتها لا تخرج عن الموضوع، .........
فبعد حادثة أختي، أصبحت أرفض معاكسة المتزوجين،
وشرحت لهبة أسبابي، وقلت لها لنتكتفي بالشباب من سننا،
ومثلنا عازبين، لكنها أصرت وقالت: لكنهم مملين وليس كل النساء كأختك.......!!!
في ذلك اليوم، كنت مستغرقة في لعبة إلتكترونية في أحد المراكز التجارية،
حيث خرجت مع هبة، ومنى، وفجأة لم أجدهما حولي، فاتصلت على موبايل هبة،
وسألتها: أين أنتم، فقالت: إنها جالسة مع منى في مقهى قريب،
وكانت تضحك بصوت مسموع، وطلبت مني أن أحضر وقالت بصوت عال ٍ:
تعالي الجو لطيف والجيران أقمار، فلتة........
تعني أن ثمة رجل في المكان، يعجبها،
فذهبت، وعندما انضممت إليهم، وجدتها تنظر لرجل يجلس على طاولة قريبة،
من طاولتنا، مع زوجته، التي لا نرى وجهها، لأنها تقابله، بينما كان يقابلنا، ........
وفهمت بأن هبة، رأت الرجل يسير مع زوجته في مكان ما، وتبعتهما للمقهى،
لم يكن الزوج وسيما كثيرا، كان عاديا، لكنه لم يكن مهتما بنا،
لكن هبة بالطبع، تستطيع أن تلفت انتباه أي رجل في العالم،
لديها طرق غريبة، وأساليب، ونظرات تجعل أي رجل يظن أنه حلم حياتها الوحيد،
وأنه إن لم يبتسم لها سيقتلها هما وكمدا، ..........!!!!
في البداية، بدأ الرجل يرفع عينيه في نظرات سريعة نحو وجه هبة
المبتسم ابتسامة عريضة،
ثم بدأ في استراق نظرات طويلة كلما واتته الفرصة،
لكن زوجته، التي أحست بالأمر، نظرت للخلف فجأة،
فرأت وجه هبة المبتسم، فنظرت لنا نظرة احتقار مهينة، وعادت تحدث زوجها،
وبعد لحظات، تبادلت مقعدها مع زوجها، وصارت تواجهنا، بينما أعطانا الزوج ظهره، قلت في نفسي، الحمد لله، إنها امرأة قوية، إذ استطاعت أن تطلب منه تغيير المقعد،
لكن هبة العنيدة، شعرت بالتحدي، وأذلتها حركة الزوجة،
هبه عنيدة ولا تحب أن يتفوق عليها أحد، فقالت لي ما رأيك لو نغير مكاننا،
فقلت لها، اعقلي واتركي المرأة في حالها، لكن هبة قالت:
إن لم تأتي معي، فسأذهب وحدي وأجلس على ذلك الكرسي،،
ثم قامت بسرعة، وشدت يد منى وذهبت بكل جرأة لتجلس على الكرسي المقابل للزوج، .........!!!!
وهنا ابتسم الزوج لا شعوريا، فقد أصابه الموقف بالدهشة،
ومن الطبيعي أن يضحك، فشعرت الزوجة بشيء فالتفتت،
فوجدت هبة مبتسمة من جديد..................!!!!
وحتى تلك اللحظة فقط، كانت هبة جميلة، طبيعية، وبخير،
وبعد تلك اللحظة تغيرت حياة هبة إلى الأبد، ........!!!!
- لماذا ماذا حدث..........؟؟؟
- ما حدث أمر لا يصدق، ....... أمر لم يخطر ببال أي أحد منا،
فقد كنا طوال الوقت نرى زوجات ضعيفات خجولات،
لا يستطعن الدفاع عن أنفسهن، وأقصى ما يفعلنه هو الهرب من السوق،
أو المكان الذي نحن فيه، لكن هذه المرأة فعلت شيئا مختلفا، ..........
- ماذا فعلت..........؟؟
- قامت من مكانها، وفي يدها فازة الطاولة المعدنية، ذات الرأس الحاد،
واندفعت في غمضت عين نحو هبة، وفي لحظات لحظات سريعة،
كانت هبة تصرخ، والدماء تنبثق من رأسها،
وتحاول الفكاك من يدي الزوجة، التي صارت تضربها في عدة أماكن من رأسها
بالفازة، وكانت تصرخ وتقول لها:
يا بنت الحرام، ألا تستطيع المرأة أن تهنأ مع زوجها لدقائق بعيدا عنكن،
مصرة على تنكيد طلعتي مع زوجي، لماذا تفعلين هذا، خذي خذي.........
كنت أنظر إليها مذهولة، ثم حاولت الجري بعيدا لكي أنجو بنفسي،
وكانت منى قد ركضت بعيدا، ولم أعد أراها،
- لماذا لم تفكري في إنفاذ هبة، .......؟؟؟
كيف أنقذها، إن كان الزوج لم يستطع ذلك، الزوجة كانت قوية،
وضخمة، وشرسة، حتى موظفو المقهى لم يقدروا عليها، ............!!!!
- ياااااااااه، إلى هذه الدرجة، وماذا حدث بعد ذلك..........؟؟
- ابتعدت عدة خطوات، وأنا أصرخ، وأنادي الناس لينقذوا هبة، وبدأ الناس يركضون نحو الصوت، وكان موظفوا المقهى قد أبعدوها بعض الشيء، لكني رأيت هبة تسقط على الأرض، ورأسها يقذف الدماء بعيدا، وقد فقدت الوعي، فظننت أنها ماتت، وصرت أصرخ كالمجنونة، والناس يقفون بلا حراك، الكل خائف من أن يفعل أي شيء، فجأة قام رجل منهم بحملها بين ذراعيه، وصار يركض بها نحو المواقف، فلحقت به، .....
- وماذا حدث للزوجة، ...............؟؟
- لا أعرف، لا أعرف ماذا حدث لها،..........
- كيف ألم تشكونها، ألم يشكوا أهل هبة الزوجة............؟؟
- لا، لأن ما حدث بعد ذلك هو المأساة، ..............
فبعد أن نقلت هبة إلى المستشفى، أقر الأطباء بخطورة حالتها،
وأن الكثير من الدماء التي فقدتها قد تأخذها في غيبوبة،
كما وجدوا في رأسها سبعة جراح، تراوحت بين العميقة والسطحية، .........
عندما جاء والد هبة وأخوتها ووالدتها منهارين لمعرفة ما حدث،
لم أستطع أن أشرح لهم شيء، بينما كانت منى في بيتها ترفض الكلام، .......
فقال شقيق هبة، بأنه سيطلب تسجيل الكاميرا الموجودة في السوق،
ليعرف المرأة التي فعلت ذلك ويشكوها، .........
فقررت بعد ذلك أن أذهب للإختباء في بيت أختي الكبرى،
وأطلب من جدتي أن تلحق بي هناك، لتحميني
من بطش أهلي بعد أن يروا الشريط، ويعلمون ما كنا نفعل في السوق،,,,,!!!!!
منقول
وزوجة خانتها اعصابها،
في إحدى ايام العمل، دخلت السكرتيرة لتستأذنني: أستاذة،
في الخارج عميلة جديدة ، إنها هبه، كانت قد حجزت موعدا لمدة ساعة،
لكن والدتها وصديقتها تصر على الدخول قبلها،
فهل تسمحين بذلك، كل ما سَيرويانه يخص هبة......
قلت: إن كان يخص هبه فلا بأس اسمحي لهن بالدخول، .......
دخلتا، امرأة في الخمسين، وصديقة هبة في العشرين، .........سلمتا،
جلستا أمامي، بدأت أم هبة تحكي قصتها: (( ابنتي هبه التي كنت اراها ذكيه وشاطرة،
والكل يشهد بذلك، الجميلة وابنتنا المدللة، لم نرزق سوى بابنتين،
واحدة تكبرها بعشرة أعوام متزوجة ولديها أطفال، ثم رزقت بأولاد،
ثم بعد الأولاد، جاءت هبة، التي انتظرتها طويلا، فقد كنت أحب البنات،
وعندما أنجبتها اضطررت إلى اجراء عملية تحرمني الانجاب،
فحمدت الله الذي رزقني هبة، وسميتها هبة، لأنها تذكرني بهبة الله ومنته علي،
عاملت هبة معاملة خاصة، وجعلتها المدللة بين أشقائها،
ويعلم الله أني لم أقصر معهم في شيء، لكنها احتلت مكانة خاصة في قلبي،
ومرت الأعوام، وهبة تكبر،ودخلت الجامعة،
كنت أعلم أنها شقية بعض الشيء، وكنت أعلم أنها تعاكس الشباب عبر النقال،
لكني تجاهلت الأمر مرات عديدة، لأني لا أريدها أن تزعل،
وأقول في نفسي: كل بنات اليوم يفعلن ذلك.........!!!
حتى جاء ذلك اليوم، الذي تغيرت فيه حياة هبة إلى الأبد،
فقد تعرضت فلذة كبدي لحقد عظيم، من امرأة لم تتركها في حالها،
وحطمتها تحطيما تاما، لا لشيء إلا لأنها نظرت لزوجها في السوق، تخيلي..........!!!!
وبدأت الأم تبكي وتنتحب، ........
وتنظر إلي برجاء وتقول: أرجوك يا أستاذة، شوفي لنا حل، هبة بنت طيبة،
ولا تستحق ما حدث لها، لقد خسرت كل شيء، لسبب تافه، خسرت سمعتها،
وثقة والدها بها، ودراستها، بعد أن منعها والدها من الخروج، وخسرت أخوتها،
فلا أحد منهم يكلمها، .......... حتى ابن عمتها الذي كان يموت فيها،
وينتظر يوم خطبتها بفارغ الصبر، بات زاهدا بها، ويعايرنا ليل نهار، ويقول لنا اقتلوها..........!!!!!
فقلت متساءلة، وقد أخذتني الحيرة، ازدادت رغبتي في معرفة
حكايتها:
ماذا حدث بالضبط، .......... ؟؟
وهنا نظرت الأم الباكية إلى صديقة ابنتها وقالت لها:
أخبريها بالله عليك ما حدث، فأنا لا أستطيع أن أروي الفاجعة،
خبريها، كيف قتلتها تلك الحاقدة.........
لكن صديقة هبة قالت بتردد: خالتي إن كنت ترغبين في أن تشفى هبة،
علينا أن نروي الحقيقة، سأخبرها بتفاصيل قد لا تعجبك،
هلا انتظرت خارجا خالتي رجاء.......
وهنا طلبت من الأم أن تغادر إلى الإستراحة، لتريح أعصابها،
وتشرب العصير......وأوصلتها بنفسي إلى الباب،
ثم عدت للصديقة وكلي آذن صاغية: أخبريني، ماذا جرى لهبة.........
قالت الصديقة بعد أن جرت نفساعميقا: أنا وهبة صديقتين،
منذ الطفولة، تربطنا علاقة صداقة قوية، وكنا أيضا ندرس معا،
في ذات الفصل وعلى ذات الدرج، ........... وعندما بدأنا نتشاقا تشاقينا معا، ......
وقد بدأنا التشاقي مبكرا، كنا نخرج إلى الأسواق، متأنقات،
ونتحرش في الشباب من عمرنا، بالنظرات، فقط، .........
هكذا بدأنا، كنا نعود للبيت محملين بالأرقام والهدايا، وكانت تلك هي البداية،
شيئا فشيئا بدأنا في محادثة الأرقام التي نحصل عليها، لعدة أيام،
ثم نترك الشاب بمجرد أن يبدأ في طلب موعد للقاء، وهكذا مضت أيامنا الأولى،
ثم عندما دخلنا الجامعة، بات لدينها مزاج مختلف،
فقد مللنا التحرش بالشاب العازب أو الذي يسير بمفرده، أو مع اخواته،
بات الأمر عاديا، ولا يثير التحدي لدينا، فبدأت هبة في التحرش في الشباب المتزوجين،
وقد وجدتها تستمتع بالأمر، وقد جربت الأمر ووجدت فيه المتعة أيضا،
في البداية، فالرجل المتزوج عندما نعاكسه وزوجته قربه،
يرتبك، فيثير منظره الضحك، ثم يبدأ في التسلل من جوار زوجته ليلحق بنا،
ويرقمنا، كان الأمر أشبه باللعبة، التي تصارعين فيها الظروف،
وتستغفلين الحرس لتسرقي شيئا ما،
كذلك فالشاب بعد الزواج، عندما يعاكس، يفعل ذلك بحماقة،
حتى إن منظره يثير السخرية، .........
وكان هذا أكثر ما يضحكنا، تصرفاته المرتبكه وخوفه، وجبنه وهو يناظرنا بخوف،
وحذر امن زوجته، كل هذا يصبح بعد العودة إلى البيت مادة جيدة للفكاهة والتنكيت،
كنا نخبر زميلاتنا عن مغامراتنا وكن يحببن القصص،
وفي أحيان نصور عبر الموبايل صورا خاصة للزوج الذي يتلصص ويرقمنا، ..........!!!! وننشرها عبر البلوتوث،
ونكتب عليها عبارات مثل ( حمـــــــ...........ا.....ر للبيع) وغيرها من العبارات، .......!!!
ويصبح الزوج مثيرا للشفقة والضحك إن كان في الثلاثين أو الأربعين،
إذ يكون دقة قديمة، ويتصرف بطريقة ( تفشششششششل)،
كل هذا كان يحدث،
وتكمل صديقة هبه الحكاية: لكن الأمر الذي لم يكن يعجبني وينغص علي متعتي،
هي نظرات الزوجة المسكينة، التي غالبا تكتشف الأمر،
وتصبح مزعوجة، ويبدو الهم على وجهها،
هل تعلمين متى بت أكره تصرفاتنا،
عندما جاءت أختي ذات مرة زعلانة من زوجها وتطلب الطلاق،
لأنه ابتسم لفتاة في السوق، وصارت تبكي بحرقة،
وتقول بأن الموقف جرحها في الصميم، ومزق قلبها،
وهي التي أحبته من كل قلبها، وأخلصت له مشاعرها، ...........
ورفضت أختي العودة لزوجها، فتفاقم الأمر أكثر،
وتحولت المسألة إلى عراك في ساحات المحاكم،
وتطلقت أختي طلقة، ثم عادت على مضض، وكانت في كل مرة تزورنا،
تعيد ذكر الموقف، وقالت لي ذات مرة:
(( تلك التي لاحقت زوجي وابتسمت له، ذهبت في حال سبيلها،
لكنها لا تعلم أن ما فعلته،
دمر علاقتي بزوجي مدى الحياة وأنها بابتسامتها دمرت حياة زوجية كاملة،
وحطمت أسرة، وكادت أن تشتت أبنائي،
لأجل لحظة مغرورة، وبسبب طيشها وغرورها، وأنانيتها، ودناءتها،
أفسدت علاقتي بزوجي، فبعد ما حدث علاقتي بزوجي لم تعد أبدا كالسابق، ............!!!!!
زوج أختي رجل محترم،
ولا يعاكس، ويحبها بجنون،
لكن أي رجل عندما تضغط عليه فتاة في عمرنا، وتعاكسه هو بالتحديد،
لا يملك إلا أن يبتسم غالبا، ..........
لعلك تتساءلين وما علاقة أختي بهبة، .......... فقصتها لا تخرج عن الموضوع، .........
فبعد حادثة أختي، أصبحت أرفض معاكسة المتزوجين،
وشرحت لهبة أسبابي، وقلت لها لنتكتفي بالشباب من سننا،
ومثلنا عازبين، لكنها أصرت وقالت: لكنهم مملين وليس كل النساء كأختك.......!!!
في ذلك اليوم، كنت مستغرقة في لعبة إلتكترونية في أحد المراكز التجارية،
حيث خرجت مع هبة، ومنى، وفجأة لم أجدهما حولي، فاتصلت على موبايل هبة،
وسألتها: أين أنتم، فقالت: إنها جالسة مع منى في مقهى قريب،
وكانت تضحك بصوت مسموع، وطلبت مني أن أحضر وقالت بصوت عال ٍ:
تعالي الجو لطيف والجيران أقمار، فلتة........
تعني أن ثمة رجل في المكان، يعجبها،
فذهبت، وعندما انضممت إليهم، وجدتها تنظر لرجل يجلس على طاولة قريبة،
من طاولتنا، مع زوجته، التي لا نرى وجهها، لأنها تقابله، بينما كان يقابلنا، ........
وفهمت بأن هبة، رأت الرجل يسير مع زوجته في مكان ما، وتبعتهما للمقهى،
لم يكن الزوج وسيما كثيرا، كان عاديا، لكنه لم يكن مهتما بنا،
لكن هبة بالطبع، تستطيع أن تلفت انتباه أي رجل في العالم،
لديها طرق غريبة، وأساليب، ونظرات تجعل أي رجل يظن أنه حلم حياتها الوحيد،
وأنه إن لم يبتسم لها سيقتلها هما وكمدا، ..........!!!!
في البداية، بدأ الرجل يرفع عينيه في نظرات سريعة نحو وجه هبة
المبتسم ابتسامة عريضة،
ثم بدأ في استراق نظرات طويلة كلما واتته الفرصة،
لكن زوجته، التي أحست بالأمر، نظرت للخلف فجأة،
فرأت وجه هبة المبتسم، فنظرت لنا نظرة احتقار مهينة، وعادت تحدث زوجها،
وبعد لحظات، تبادلت مقعدها مع زوجها، وصارت تواجهنا، بينما أعطانا الزوج ظهره، قلت في نفسي، الحمد لله، إنها امرأة قوية، إذ استطاعت أن تطلب منه تغيير المقعد،
لكن هبة العنيدة، شعرت بالتحدي، وأذلتها حركة الزوجة،
هبه عنيدة ولا تحب أن يتفوق عليها أحد، فقالت لي ما رأيك لو نغير مكاننا،
فقلت لها، اعقلي واتركي المرأة في حالها، لكن هبة قالت:
إن لم تأتي معي، فسأذهب وحدي وأجلس على ذلك الكرسي،،
ثم قامت بسرعة، وشدت يد منى وذهبت بكل جرأة لتجلس على الكرسي المقابل للزوج، .........!!!!
وهنا ابتسم الزوج لا شعوريا، فقد أصابه الموقف بالدهشة،
ومن الطبيعي أن يضحك، فشعرت الزوجة بشيء فالتفتت،
فوجدت هبة مبتسمة من جديد..................!!!!
وحتى تلك اللحظة فقط، كانت هبة جميلة، طبيعية، وبخير،
وبعد تلك اللحظة تغيرت حياة هبة إلى الأبد، ........!!!!
- لماذا ماذا حدث..........؟؟؟
- ما حدث أمر لا يصدق، ....... أمر لم يخطر ببال أي أحد منا،
فقد كنا طوال الوقت نرى زوجات ضعيفات خجولات،
لا يستطعن الدفاع عن أنفسهن، وأقصى ما يفعلنه هو الهرب من السوق،
أو المكان الذي نحن فيه، لكن هذه المرأة فعلت شيئا مختلفا، ..........
- ماذا فعلت..........؟؟
- قامت من مكانها، وفي يدها فازة الطاولة المعدنية، ذات الرأس الحاد،
واندفعت في غمضت عين نحو هبة، وفي لحظات لحظات سريعة،
كانت هبة تصرخ، والدماء تنبثق من رأسها،
وتحاول الفكاك من يدي الزوجة، التي صارت تضربها في عدة أماكن من رأسها
بالفازة، وكانت تصرخ وتقول لها:
يا بنت الحرام، ألا تستطيع المرأة أن تهنأ مع زوجها لدقائق بعيدا عنكن،
مصرة على تنكيد طلعتي مع زوجي، لماذا تفعلين هذا، خذي خذي.........
كنت أنظر إليها مذهولة، ثم حاولت الجري بعيدا لكي أنجو بنفسي،
وكانت منى قد ركضت بعيدا، ولم أعد أراها،
- لماذا لم تفكري في إنفاذ هبة، .......؟؟؟
كيف أنقذها، إن كان الزوج لم يستطع ذلك، الزوجة كانت قوية،
وضخمة، وشرسة، حتى موظفو المقهى لم يقدروا عليها، ............!!!!
- ياااااااااه، إلى هذه الدرجة، وماذا حدث بعد ذلك..........؟؟
- ابتعدت عدة خطوات، وأنا أصرخ، وأنادي الناس لينقذوا هبة، وبدأ الناس يركضون نحو الصوت، وكان موظفوا المقهى قد أبعدوها بعض الشيء، لكني رأيت هبة تسقط على الأرض، ورأسها يقذف الدماء بعيدا، وقد فقدت الوعي، فظننت أنها ماتت، وصرت أصرخ كالمجنونة، والناس يقفون بلا حراك، الكل خائف من أن يفعل أي شيء، فجأة قام رجل منهم بحملها بين ذراعيه، وصار يركض بها نحو المواقف، فلحقت به، .....
- وماذا حدث للزوجة، ...............؟؟
- لا أعرف، لا أعرف ماذا حدث لها،..........
- كيف ألم تشكونها، ألم يشكوا أهل هبة الزوجة............؟؟
- لا، لأن ما حدث بعد ذلك هو المأساة، ..............
فبعد أن نقلت هبة إلى المستشفى، أقر الأطباء بخطورة حالتها،
وأن الكثير من الدماء التي فقدتها قد تأخذها في غيبوبة،
كما وجدوا في رأسها سبعة جراح، تراوحت بين العميقة والسطحية، .........
عندما جاء والد هبة وأخوتها ووالدتها منهارين لمعرفة ما حدث،
لم أستطع أن أشرح لهم شيء، بينما كانت منى في بيتها ترفض الكلام، .......
فقال شقيق هبة، بأنه سيطلب تسجيل الكاميرا الموجودة في السوق،
ليعرف المرأة التي فعلت ذلك ويشكوها، .........
فقررت بعد ذلك أن أذهب للإختباء في بيت أختي الكبرى،
وأطلب من جدتي أن تلحق بي هناك، لتحميني
من بطش أهلي بعد أن يروا الشريط، ويعلمون ما كنا نفعل في السوق،,,,,!!!!!
منقول