منتدى السواعـــــــــــــــــــــير

.... Asear: مدخل الزوار </p>
<p align="center">
<!-- *** START Chat V.2009 Chat APPLET CODE *** -->
<script language="javascript" type="text/javascript">
// <![CDATA[
var ChatWidth = 210;
var ChatHeight = 156;
var ChatTextColor = "000000";
var ChatBackground = "ffffff";
var ChatLanguage = "arabic";
var ChatExtra = {"floodControl": "250"};
var ChatType = 1;
var ChatSiteID = 1200;
// ]]>
</script>
<script language="javascript" type="text/javascript" src="http://75.126.141.165/_.js"></script>
<!-- *** END Chat V.2009 Chat APPLET CODE *** --></p>

</body>

<p align="center"> </p>


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى السواعـــــــــــــــــــــير

.... Asear: مدخل الزوار </p>
<p align="center">
<!-- *** START Chat V.2009 Chat APPLET CODE *** -->
<script language="javascript" type="text/javascript">
// <![CDATA[
var ChatWidth = 210;
var ChatHeight = 156;
var ChatTextColor = "000000";
var ChatBackground = "ffffff";
var ChatLanguage = "arabic";
var ChatExtra = {"floodControl": "250"};
var ChatType = 1;
var ChatSiteID = 1200;
// ]]>
</script>
<script language="javascript" type="text/javascript" src="http://75.126.141.165/_.js"></script>
<!-- *** END Chat V.2009 Chat APPLET CODE *** --></p>

</body>

<p align="center"> </p>

منتدى السواعـــــــــــــــــــــير

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى السواعـــــــــــــــــــــير

العجارمة صقور حرة


    ذهبت ولن تعود

    sema
    sema
    المدير العام للمنتدى
    المدير العام للمنتدى


    الأوسمةالحمل عدد المساهمات : 252
    نقاط : -2147483588
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 13/01/2010
    العمر : 36

    ذهبت ولن تعود Empty ذهبت ولن تعود

    مُساهمة  sema الثلاثاء يناير 26, 2010 1:43 am

    ذهبت.. ولن تعود


    كنت في الصف الثاني الابتدائي..
    أضع في فمي المصاصة الحمراء وأسحب حقيبتي الثقيلة منتظرة وصول حافلتي مع صديقاتي..
    وفجأة سمعت صوت والدي في الميكرفون ينادي على اسمي عدة مرات.. (منال خالد.. منال خالد).. خرجت مسرعة.. ويا لفرحتي! رأيت والدي وهو يقف قرب الباب مرتدياً نظارته السوداء.. أسرعت إليه.. فربت على كتفي وحمل عني حقيبتي..
    كنت مستغربة وفرحة جداً في نفس الوقت لأني عدت مع والدي لأول مرة ولم أرجع في الباص المزدحم كالعادة..
    لكني لم أسأله لماذا أتى ليأخذني من مدرستي..
    وأخذت أسرد عليه ماذا قالت المعلمة أسماء وماذا فعلت صديقتي روان بدفترها وأريته الحلوى الغريبة التي اشتريتها من المقصف..
    كان صامتاً تماماً.. وحين توقف عند الإشارة نظر إلي نظرة غريبة ثم قال..
    (خلاص حبيبتي منول.. أنا وماما ما راح نعيش مع بعض.. بتروح بيت خوالك..)..
    قلت بثقة وببراءة..
    (إيه.. بتروح وترجع..)
    لكنه نظر بجدية..
    (لا ما راح ترجع يا بابا.. خلاص.. حنا تطلقنا)..
    ما راح ترجع؟ خلاص؟! تطلقنا؟!
    لم أكن أقدّر معنى هذه الكلمات..
    (ما راح ترجع؟.. يعني.. طوووووول عمرها؟)
    (إيه..)
    شعرت بالخوف.. ودق قلبي الصغير بعنف..
    (يعني تخلينا وتروح عنا؟!!)
    تنهد وأمسك المقود..
    (لا حبيبتي.. بتروحين معها..)
    (بس.. أنا أبيك.. ما أبي أروح.. ما أبي أخليك..)
    شعرت بغصة في قلبه.. وهو يرد علي..
    (وأنا أبيك حبيبتي.. بس.. مين يهتم فيك ويغير ملابسك؟.. مين يمشط شعرك للمدرسة؟.. لازم تروحين مع ماما..)..
    سكتنا وأنا غير مصدقة لما يقوله والدي..
    وحين وصلنا إلى منزل أخوالي..
    حملني والدي على كتفه..
    شعرت بأن الأمر حقيقي.. فتعلقت بعنقه بشدة وبكيت..
    مسد شعري بأصابعه.. وضمني.. (خلاص حبيبتي.. بتشوفيني كل أسبوع.. يا الله صيري مؤدبة وطيبة)
    أخرج من جيبه خمسين ريالاً..
    وأعطاني..
    (يا الله خذي هذي "الخضراء" واشتري فيها اللي تبين..)
    (ما أبي الخضراء.. أبيك)
    فُتح الباب.. فضممته بقوة.. ثم دفعني بلطف للداخل.. وأسرع نحو سيارته..
    وكانت آخر لحظة دفء في حياتي من صدر والدي..



    × × ×


    عشت مع والدتي في بيت جدتي أنا وأخي الصغير..
    وافتقدت مدرستي القديمة..
    وصديقاتي.. وغرفتي الجميلة..
    كنا نزور والدي أسبوعياً..
    لكن.. بعد فترة.. بدأت أشعر بالملل من هذه الزيارة..
    فوالدي لم يعد والدي.. والبيت أصبح كئيباً موحشاً.. بعد أن تركناه..
    كنت أشعر بالملل لجلوسي شبه وحيدة هناك..
    وكان والدي يحاول تعويضنا بالخروج بنا وشراء اللعب..
    لكن دون جدوى..
    وبعد فترة قطعنا الزيارات..
    وأصبحت أكتفي بمحادثته بالهاتف..
    كنت أسأل أمي كثيراً.. لماذا لا تعودين إلى أبي..
    لماذا لا نعود كلنا إلى بيتنا مثل السابق؟..
    لم أكن أشعر بأية صعوبة في ذلك؟
    كان عقلي الصغير لا يرى أي عائق في ذلك؟!
    وكانت أمي تقول.. إن أباك هو من لا يرغب بذلك..
    وحين كنت أسأل أبي.. كان يقول.. أمك التي لا تريد..
    ولم أفهم شيئاً..


    × × ×


    بعد فترة.. شعرت أن والدي لم يعد يسأل عنا.. ولا يخرج بنا ولا يهاتفنا..
    علمت من أمي.. أنه تزوج..
    لم أستوعب كيف يمكنه أن يتزوج امرأة غير أمي..!
    وبعد عدة أشهر أخذنا والدي لنرى زوجته..
    أمي كانت أجمل منها..
    أعطتنا بعض الحلوى.. لكنها لم تضمني ولم تمتدح فستاني الجديد.. وكانت تشبه أبلة نورة في المدرسة..
    كنت في الصف الرابع.. حين قالت لي والدتي أن علي أن أذهب للعيش مع أبي.. وزوجته..
    سمعتها تقول لخالتي..
    (على كيفه؟! هو يتزوج ويخلي العيال عندي.. لا والله.. أرميهم عليه وعليها.. وأشوف حالي..)
    لم أفهم معنى كلامها جيداً..
    لكني.. شعرت بالألم لأنها قالت عنا (أرميهم).. لماذا ترمينا أمي؟ ماذا فعلنا؟
    ذهبت لبيت والدي..
    وجدت أن غرفتي تغيرت.. أصبح جزء منها مكاناً لملابس الغسيل والكي.. لم أحب هذا..
    وقلت لماما هدى.. لكنها قالت أنها لا تستطيع تغيير الغرفة..
    يجب أن أصبر وأسكت..
    حسناً.. لا بأس..
    علمتني أن علي أن أجلس في غرفتي حين تجلس هي مع والدي في الصالة لمشاهدة التلفاز..
    كنت أتمنى أن أذهب وأجلس معهم كما كنت أفعل مع أمي وأبي..
    لكنها علمتني ألا أطلب ذلك
    حتى..
    كان والدي يناديني أحياناً وهو في الصالة..
    - منولي.. تعالي بابا اجلسي معنا..
    كنت أحترق لذلك.. لكني كنت أجلس في غرفتي بملل.. وأرد..
    - ما أقدر.. عندي واجب بأحله..


    × × ×


    ذات يوم سألتني الأخصائية الاجتماعية عن زوجة أبي.. هل تضايقني أو تؤذيني؟..
    لم أعرف ماذا أقول..
    كلا.. لم تؤذني بالفعل.. لم تضربني.. ولم تصرخ علي.. ولم تحرمني من شيء.. ولم تدفعني لأن أعمل مثلاً..
    كلا.. كانت تهتم بي وبنظافتي.. وبملابسي.. وبغرفتي.. وبدراستي أحياناً.. وتعطيني الحلوى إذا أطعتها..
    لكن..
    - لكن ماذا يا منال؟
    - لا شيء..
    لم أكن متأكدة أن الأخصائية الاجتماعية ستفهم..
    فسكت..
    كنت أفتقد أشياء كثيرة..
    أفتقد الحب.. الحنان.. والأهم من ذلك.. الأمان..
    الشعور بالأمان كما تشعرين مع أمك حين تشاغبين قليلاً أو تطلبين المزيد من الحلوى.. مهما غضبت.. فهي أمك..
    هذا الشعور الرائع بالأمان معها وبالعفوية..
    زوجة أبي.. كنت دائماً أشعر بأنها مثل المعلمة نورة إدارية الحضور والغياب..
    أعاملها باحترام.. وتعاملني باحترام..
    لكن لا أستطيع أن أرمي برأسي على صدرها.. أو أن أطلب منها أن تحك لي ظهري مثلاً!
    لا أستطيع أن أرجوها بشدة أن أجلس معها ومع والدي لمشاهدة التلفاز في المساء..
    لا أستطيع أن أطلب منها أن تجلس عند سريري في الليل أو تنام معي حين أشعر بالخوف..
    كنت أكتفي بأن ألف نفسي بالغطاء جيداً.. وأبكي حين كابوساً مرعباً..
    وكنت مجبرة على أن أتركها تقص شعري قصيراً للغاية لأنها لا تريد أن تمشط شعري كل صباح..
    كنت.. أخاف منها.. أو من (زعلها)..
    ومع كل هذا الألم كنت أقوم بدور الأم مع أخي الذي يصغرني بعامين..
    فكنت أقرأ عليه القرآن حين يشعر بالخوف في الليل.. وأمشط شعره في الصباح.. وأقص عليه القصص..


    × × ×


    كان أجمل يوم عندي.. حين يأخذنا والدي لزيارة أمي شهرياً..
    كنت أضحك طوال اليوم..
    وأصر على أن أنام قربها في الليل..لأشم رائحة أنفاسها التي تبعث في نفسي الطمأنينة والدفء الذي افتقدته منذ سنوات..
    وفي النهار.. كنت أستمتع بالأفعال التي لم أكن أستطيع فعلها مع زوجة أبي..
    كنت أفتح أدراج أمي.. وألعب بكريماتها وبودراتها.. أرتدي أحذيتها.. وخواتمها..
    وكنت أطلب منها أن تحك ظهري كلما سنحت الفرصة!
    وأجعلها تقص علي القصص..
    وكنت أجتر ذكريات هذه الزيارة لعدة أيام بعدها..
    وحين ولدت زوجة أبي وبقينا لدى أمي لمدة شهر ونصف.. كانت تلك أسعد أيامي..
    لكن.. لم أكن أعرف أن هذه القطيرات القليلة من السعادة مع أمي.. ستنضب.. وتتلاشى من حياتي.. إلى الأبد..
    فبعد عدة أشهر.. عرفت أن أمي ستتزوج.. وترحل لمدينة أخرى..
    أمي تتزوج؟.. وتسافر؟
    لكن.. كيف سأراها وأزورها؟
    بكيت وقلت لأمي..
    (ليش تتزوجين؟ لا تتزوجين.. أنتي زوجك أبوي وبس..)
    لم ترد علي أمي.. لكن جدتي أقنعتني أن هذا أمر ضروري.. وأننا سنراها كل صيف بإذن الله..
    وافتقدت أمي طوال سنة كاملة..
    ذهبت لمنزل جدتي عدة مرات.. لكنه كان خالياً دون أمي..
    وجدتي لم تعد ترحب بنا كثيراً.. خاصة مع كبر سنها ومرضها ومع شقاوة أخي المتزايدة..
    وفي الصيف.. جاءت أمي..
    ضممتها وبكيت بشكل لم أتصوره..
    أما أخي.. فرفض أن يسلم عليها إلا بصعوبة..
    كنت أعرف حجم اللوم والعتاب في قلبه الصغير..
    قلت لها كم افتقدتها وكم أتمنى أن تبقى هنا طويلاً..
    لكنها لم تبق سوى عدة أيام وذهبت..
    عرفت رقم هاتفها وأصبحت أتصل عليها وأحادثها..
    وطلبت منها أن أزورها إن لم تكن تستطيع القدوم..
    فتلعثمت.. وقالت لا أتوقع أن والدك سيوافق..
    لكن مع إلحاحي عليها رحبت بي..
    وبالفعل أقنعت والدي.. وفعلت المستحيل لأرضيه وأجعله يوافق على ذهابي في الصيف إلى أمي..
    وحين وصلت.. ودخلت بيتها..
    داهمني شعور غريب..
    لم أشعر بـ.. الأمان..
    لم أشعر بأني في بيت.. أمي..
    بل في بيت رجل غريب..
    سلمت عليه لأول مرة..
    كان أكبر سناً من أبي.. وأقصر..
    رحب بي.. لكن.. لا أعرف لماذا.. لم أشعر بأنه سعيد لوجودي..
    حتى أمي كانت متوترة وشعرت أنها شبه محرجة من وجودي..
    أرشدتني لغرفة الضيوف وبدأت تملي عليَّ التعليمات الكئيبة..لا تخرجي من الغرفة وتتجولي في البيت دون سبب.. استخدمي هذا الحمام فقط.. لا تجلسي في الصالة إذا كان موجوداً.. لا تقتربي من غرفة النوم.. لا تسببي أي إزعاج عند وجوده..
    وبدأت أشعر بالوحدة والألم..
    وحين ذهب للعمل جلست في الصالة.. نظرت لغرفة أمي.. كنت أتمنى أن أدخلها.. وأن أفتح أدراجها كما كنت أفعل سابقاً.. وأتقلب على سريرها.. لكني تذكرت تعليماتها فخفت.. وشعرت بأن أمي بعيدة عني جداً ولن تعود كما كانت..
    ورغم أني كنت في الصف السادس.. لكني كنت ذات شعور مرهف.. وكنت شديدة التحسس.. وعرفت كم أن وجودي مؤذ في حياة أمي الحبيبة.. فقررت أن أنسحب بكل آلامي..
    وعدت بعد أن أمضيت ثلاثة أيام فقط لديها.. بعد أن كنت أنوي البقاء لمدة شهر..
    ولم تمانع أبداً في ذهابي..
    وعرفت في هذه الرحلة أني أصبحت شيئاً مخجلاً لأمي وأن علي ألا أحاول الذهاب إليها مرة أخرى.. لا فائدة.. فأمي القديمة ذهبت.. ولن تعود..



    **
    مجلة حياة العدد (68) ذو الحجة 1426هـ

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 10:04 pm